"رجال مطلوبون لرحلة خطرة مشكوك في العودة منها بأمان ولكن في حالة العودة بنجاح ينال العائد الفخر والتقدير"، هذه الكلمات تعبر بشكل حرفي عن كل من يذهب إلى مغامرة يمكن أن تضعه ضمن قائمة أغرب قصص للبقاء على قيد الحياة.
1) البقاء على قيد الحياة رغم كل الصعاب
بعثة السيد أرنست شاكلتون لأنتاركتيكا عام 1914 ستفشل في نهاية المطاف لكن فريق العمل الذي قام بحشده سوف يفوز بالفخر والتقدير لقدرته على البقاء على قيد الحياة ومواجهة المخاطر والصعاب، فبعد أن اصطدمت السفينة" إندورانس" في كتلة ثلجية تخلى الطاقم عن خطة عبور أنتاركتيكا على الأقدام وأصبح هدفهم هو مجرد النجاة وعلى مدى عامين قاد شاكتون الطاقم عبر الجليد ثم في قوارب النجاة إلى مخيم في جزيرة الفيل والتي عاش فيها الطاقم لمدة ستة أشهر على جلد ولحم الفقمة.
شاكلتون أخذ 5 رجال في جولة حول الجزيرة إلى الشمال ثم عبروا 800 ميل من المحيط متجهاً إلى جزيرة جنوب جورجيا وبعد ذلك اتجه مع اثنين آخرين ولمدة 36 ساعة في جولة حول الجزيرة وتحديداً حول طرقها الداخلية المجهولة حتى وصل لمحطة صيد الحيتان مع ثلاثة أشهر أخرى من السير قبل أن يصل بأمان إلى باقي الطاقم الذي كان ينتظره في جزيرة الفيل وبعدها كتب "لقد عانينا وتضورنا من الجوع وزحفنا على الأرض وانتصرنا وحققنا المجد ووصلنا إلى روح الإنسان النقية والحقيقية".
2) تائه في الأمازون
"لقد كنت مهووساً بفكرة الاكتشاف" كانت هذه هي مقولة يوسي جنسبرج في مجلة "سي إن إن المسافر" وذلك بعد أن صدر مؤخراً كتابه "تائه في الغابة، قصة حقيقية مروعة عن المغامرة والبقاء علي قيد الحياة ".
وهو يصف كيف استطاع جنسبرج هو و3 شركاء له أن ينطلقوا في أعماق غابات الأمازون البوليفية عام 1981.
وعندما أدركوا أنهم أساءوا التجهيز للرحلة وفقدوا طريقهم، انقسم الأربع شركاء إلى ثنائيين اثنين منهم لم يراهم أحد بعد ذلك.
جنسبرح وصديقه استخدما عوامة للطفو إلى أسفل النهر ولكنها اصطدمت في صخرة وتفرق الصديقان وظل جنسبرج لمدة 19 يوماً يتجول في الغابة بلا حول ولا قوة.
ولحسن حظ كيفين وجده بعض السكان المحليين وساعدوه في البحث عن جلسبرج في النهر ووجدوه حياً بأعجوبة.
3) أسبوعان في كهف من الجليد
في عام 1982، قام مارك إنجليس وفيل دول بالوصول إلى أعلى منحدرات أعلى جبال نيوزيلندا جبل أوراكي، وعندها هبت عاصفة ثلجية، قاموا ببناء كهف من الجليد وانتظروا أن تنتهي العاصفة ولكن مر 13 يوماً قبل أن تصل لهم المساعدة ولكن في هذا الكهف الضيق لم تعد هناك دورة دموية في أقدامهم وهو الأمر الذي أدى لبترها.
ولكن هذا لم يوقف عملهما في مجال التسلق فكلاهما ذهبا إلى قمة جبل كوك وفي عام 2006 كان إنجليس أول رجل مبتور القدمين يقهر جبل أفرست، وخسارته لـ 5 أصابع من قدميه ومعظم لحم ساقه من الصقيع لم يؤثر على قوة شخصيته.
وقد قال لنيوزيلندا هارلاند"عندما تفقد ساقيك وأنت في الـ 23 من عمرك، فإن شيء من هذا القبيل هو مجرد زوبعة طفيفة، حقاً مجرد عثرة في رحلة ".
4) مقطوع بهم السبيل في جبال الإنديز
إنها قصة غير عادية ولدت الكثير من الكتب وفيلم سينمائي في هوليوود وفيلم وثائقي وموقع رسمي، وبمكن تعريفها بكلمة واحدة فقط "على قيد الحياة".
اصطدمت الطائرة التي كانت تحمل فريق الروغبي من الأوروغواي بجبال الإنديز عام 1972.
يجب أن تنتهي القصة هنا ولكنها كانت مجرد البداية، 45 شخصاً على متن الطائرة 12 منهم ماتوا أثناء الاصطدام بالجبل و5 منهم ماتوا في الصباح التالي تأثرا بجروحهم وخمسة آخرين في اليوم الثامن وثمانية في انهيار جليدي في وقت لاحق، والـ 16 الباقيين كافحوا في برد قارس وجوع شديد قبل اللجوء لأكل لحوم البشر ممن كانوا معهم وماتوا، وعندما أصبح واضحاً أنه لن تصل إليهم المساعدة قام ناندور بارادوا وروبرتوا كانيسا بالتجول لأيام للخروج من الجبال وفي نهاية المطاف وجدوا المساعدة.
الرواية الأخيرة والأكثر حداثة لملحمة الـ 72 يوماً هي وثائقي جونزالوا أريجا عام 2007 "أنا أتيت من طائرة تحطمت على الجبال".
5) عالق بين صخرة ومكان يصعب الخروج منه
بتر ذراعك بسكين حادة مهمة لا يمكن للشخص العادي تصورها أو تخيلها ولكن في الأول من مايو عام 2003 كان هذا هو الحل الوحيد المتبقي لأرون رالستون بعد أن سقطت على ذراعه صخرة تزن 800 باوند وعلقه على جدار الوادي، وبعد 5 أيام نفذ ما كان لديه من طعام وماء قليل ولم يجده أي أحد في الوادي النائي من ولاية يوتا.
وفي كتابه "بين صخرة ومكان صعب " وصف أرون كيف تمكن من التحرر من الصخرة حرفياً، ففي البداية استخدم الصخرة لتهشيم العظام ثم استخدم سكين الجيب في قطع العضلات والأوتار وبعد ذلك كان عليه أن يهبط 65 قدماً أسفل الجدار، وكان يسير عائداً إلى سيارته عندما وجده بعض المتجولين، الرجل ذو الـ 33 عاماً استمر في التسلق بما في ذلك تسلق جميع قمم كولورادو الـ 55 بارتفاع 14000 قدم وهو أيضاً محاضراً لتحفيز الجمهور.
6) جبل أوديسي
جو سيمبسون وسمون ياتس كانوا ينحدرون من قمة غراندي على ارتفاع 20.813 قدم قي جبال الإنديز في بيرو عندما حدثت الكارثة مرتين ففي البداية سيبمسون انزلق وكسرت ساقه وثانياً عندما حاول ياتس سحبه للأسفل سقط في المنحدر الصخري وتعلق بطرف الحبل، لم يستطع ياتس رؤية أو سماع سيمبسون وتماسك لمدة ساعة بينما كان ينزل من على الجبل، ومثيراً للجدل قام بقطع الحبل "ويقول البعض إن هذا كان ضد رمز تسق الجبال في حين أن آخرين يقولوا إن هذا أنقذ حياة الرجلين في نهاية المطاف " ونزل بسلام .
وسقط سيبمسون في صدع بالجبل وأصيب بعدة إصابات ولكنه كان قادراً على النزول إلى أسفل الجرف الجليدي الذي استقر عليه، وهناك أمضى 3 أيام في سحب نفسه عبر 5 أميال من التضاريس الوعرة بلا طعام أو ماء وبألم شديد وزحف إلى المعسكر في منتصف الليل وتم لم شمله مع ياتس والذي وبعد أن تعافى من جراحه كان يخطط لفض المعسكر في الصباح التالي.
القصة المروعة للنجاة تم روايتها بالتفصيل في كتاب سيمبسون "لمس الفراغ" وفي الوثائقي الذي يحمل نفس الاسم.
7) السقوط في المحيط الهادئ
الإبحار في جنوب المحيط الهادئ يبدو وكأنه سعي نحو المثالية ولكن عندما قامت الأميركية تامي أولدهام أشكرافت وحبيبها البريطاني ريتاشرد شارب بذلك وقعوا في إعصار من النوع الرابع لمدة 19 يوماً حيث كان ينبغي أن يستغرقوا 30 يوماً في عبور المحيط ولكن تحول الحلم إلى كابوس.
كان ذلك عام 1983 حيث كانوا في طريقهما من تاهيتي إلى سان دييغو لنقل المركب الشراعية ذات الـ44 قدم "هازانا" وتعرضوا لإعصار ريموند الذي ارتفعت أمواجه 50 قدم وانقلب القارب هازانا وكانت أشكرافت تحتمي تحت الطوابق حتى سقطت مغشياً عليها، وعندما استيقظت بعد 27 ساعة كان شارب قد مات وبينما كان القارب يعود للاستقامة مرة أخرى كان الساري الرئيسي قد قطع .
في مايو 2002 وفي عدد مجلة "ناشيونال جيوجرافيك أدفينشار " ، وصفت أشكرافت كيف كانت تقاوم الرغبة في فقدان الأمل وكيف ثبتت الساري مؤقتاً وأبحرت واتجهت في طريقها إلى هاواي على بعد 1500 ميل، وبعد 40 يوماً أبحرت إلى "هيلو هاربر"وكانت لازالت مصدومة لكنها تحمد الله على نجاتها وبقائها على قيد الحياة واستمرت في الإبحار وفي عام 2000 قامت بنشر سرد لمحنتها في كتاب" سماء حمراء في حداد".
تائه في المناطق النائية
عندما بدأ شخص نحيل جداً يبلغ طوله 6 أقدام في السير أمام سيارة جيب في أبريل 2006، أعتقد مارك كليفورد مدير مزرعة في الممتلكات النائية في الإقليم الشمالي لأستراليا أنه يرى أشياء خيالية، هذا الجسم النحيل كان لريكي ميغي البالغ من العمر 35 عاماً والذي كان قد تاه في المناطق النائية لـ10 أسابيع رهيبة وكان يبدو أنه كان مخدراً وترك ميتاً بواسطة مسافر كان قد ألتقطه (على الرغم من إنه أدعى أن سيارته كانت قد تحطمت" نجي ميجي لأنه بقي بالقرب من السد وكان يأكل الجراد والضفادع).
وبينما شكت الشرطة والعامة في القصة وخاصة عندما أصبح معروفاً أن ميغي كان مداناً في قضية مخدرات، لم يكن شك في أنه تاه في المناطق النائية لأي سبب كان وأنه محظوظ للبقاء علي قيد الحياة.